مكافأة التكريس


إن مكافأة المكرس سواء هنا علي الأرض أو هناك في السماء أعظم من أن توصف فليس كل مكرس سيكرم في حياته وموته كالخادم الشهير وليم بوث مؤسس وقائد جيش الخلاص الذي يقال أنه ربح أكثر من 120 ألف نفس في حياته لقد أكرمه الرب في حياته وكان يعامل معاملة الملوك ورؤساء الدول في البلاد التي يزورها فقابله الملك إدوارد السابع وإمبراطور اليابان وأفتتح أحد مؤتمرات مجلس الشيوخ الأمريكي بالصلاة و تقابل مع رئيس أمريكا مقابلة رسمية وفي لندن منحته بريطانيا العظمي وقتها حرية مدينة لندن وحرية مدينة نوتنجهام ومنحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الشريعة المدنية وعند رقاده وذهابه للمجد في 20/8/1912 حضر جنازته أكثر من 10000 من أعضاء جيش الخلاص الذين كان ربحهم للمسيح من أوحال الخطية والرذيلة حيث كان مبدأه منذ أن صار مسيحي حقيقي هو (إذا أردت أن تحتفظ بفرح الخلاص في نفسك قوياً كما كان فعليك أن تسعي لربح الآخرين) وعند دفنه تعطلت حركة المرور في لندن ساعات طويلة و لا مثل وليم بوث.أو مثل وليم كاري ذلك الإسكافي الذي صار أشهر مرسل للهند في التاريخ المعاصر إذ أصبح دكتور جامعي يدرس اللغات الهندية في الهند بعد أن ترجم الكتاب لأكثر من لهجة ولغة هندية الذي يوم رقاده وانتقاله للمجد في يونية 1834م نكست الحكومة الهندية أعلامها وقيل عنه بعد وفاته أنه أعظم شخص عرفته الهند دون استثناء ولكني أقول بثقة شديدة أن كل مكرس سيكرم جداً في السماء عندما يقابل الرب عند مجيء الرب أو بالرقاد ويسمع منه المديح وهو يقول له “نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أميناً في القليل فأقيمك علي الكثير أدخل إلي فرح سيدك” (متي21:25) “تاجروا حتى آتي .. ولما رجع .. فجاء الأول قائلاً يا سيد مناك ربح عشرة أمناء فقال له نعما أيها العبد الصالح لأنك كنت أميناً في القليل فليكن لك سلطان علي عشر مدن” (لوقا13:19، 16-17) ، كما قال القديس أستفانوس أول شهيد في المسيحية وهم يرجموه “ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله” (أعمال 55:7) قائماً للترحيب به وتكريمه يا لها من مكافأة “أمين تعال أيها الرب يسوع” (رؤيا 20:22) .القاريء العزيز القارئة الفاضلة :إذا راجعت الفصول السابقة ستجد بين ثنايا كل فصل مكافأة التكريس هنا على الأرض و هناك في السماء ففي الفصل الأول تذكر كيف قال الرب : الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتا أو اخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولاد أو حقولا لأجلى ولأجل الإنجيل إلا ويأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتا واخوة وأخوات وأمهات وأولاد وحقولا مع اضطهادات وفى الدهر الآتي والحياة الأبدية مر 10 :29 -30 آي أن بنك التلمذة يقدم أرباحا 10000 % ( 100 ضعف ) هذا بالإضافة إلي الأكاليل والأمجاد في السماء.و في الفصل الثاني رأينا بركة النذير :

أ-وجود النذير فرصة للبركة :ففي الإصحاح الذي يسبق شريعة النذير تأتي اللعنة نتيجة لخيانة الزوجة لزوجها التي ترمز لخيانة المسيحية لمسيحها و عريسها ,فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ (2كورنثوس2:11) و تأتي البركة في نهاية الحديث عن النذير و القصد أن وجود نذير فرصة لتحويل اللعنة إلي بركة

ب-كلمة نذير تعني تاج: فالنذير ملك و له أكاليل و له مكافآت كما قال الرسول بولس أحد المكرسين الحقيقين في العهد الجديد قرب نهاية حياته علي الأرض: فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيباً، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضاً (2تيموثاوس6:4-8)

ج-النذير انقي من الثلج :في(مراثي4: 7 ) يصف النذير قائلا : كَانَ نُذُرُهَا أَنْقَى مِنَ الثَّلْجِ وَأَكْثَرَ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَجْسَامُهُمْ أَشَدَّ حُمْرَةً مِنَ الْمَرْجَانِ. جَرَزُهُمْ كَالْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ

أنقى من الثلج (طهارة)

أكثر بياضا من اللبن (الشبع والخير)

أجسامهم أشد حمرة من المرجان (القوة والصحة والمقام)

جرزهم (مظهرهم) كالياقوت الأزرق أي أن النذير إنسان سماوي غالي كالأحجار الكريمة.

و في الفصل الثالث رأينا كيف كان الكاهن المكرس بكبش الملء يأكل من التقدمات التي كفر بها عنهم لملء أياديهم لتقديسهم فالذين ملئوا أيديهم بالمسيح بعد تقديسهم يكون هو نفسه أيضا غذائهم كخبز الله النازل من السماء (يوحنا6: 33) اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرٍّ حُلْوٌ (أمثال 7:27) فبالتمتع المستمر (ملء اليد ) و الشبع الدائم بالمسيح لا يكن لدي المؤمن المكرس أي فراغ أو جوع ليملئ يديه بالعالم أو يشبع جوعه بخرنوب العالم (لوقا16:15) وفى الغذاء بالمسيح تزداد قوة الشركة مع الأب وبالتالي يزداد تكريسنا ورفضنا لكل طعام العالم , أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ (مزمور15:17) .
ثم في الفصل الرابع رأينا كيف يكافأ الرب المؤمن الساكن دائما عند الصليب بأن يجعله دائما يتخلص من كل أرز الكبرياء و زوفا صغر النفس و قرمز العالم ثم رأينا في الفصل الخامس كيف كافأ الرب تكريس المجدلية فأظهر لها ذاته و صارت أول مبشرة بقيامته ,قال لها يسوع يا مريم فالتفتت تلك و قالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد إلي أبي و لكن أذهبي إلي أخوتي و قولي لهم أني أصعد إلي أبي و أبيكم و ألهى و ألهكم فجاءت مريم المجدلية و أخبرت التلاميذ أنها رأت الرب و أنه قال لها هكذا (يو16:20-18) ظهر أولا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين (مر10:16) و في الفصل السادس كيف كافأ الرب تكريس مريم أخت مرثا ولعازر فَقَالَ يَسُوعُ: “اتْرُكُوهَا. إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ” . (يوحنا4:12-7) ما أرق الرب يسوع الذي يدافع عنك في تكريسك حتى أن لم يفهمك أقرب الناس إليك لقد دافع عنها و قال : اتركوها و اهتم بسلامها و قال: لماذا تزعجوها ثم مدح عملها إذ قال: عملت بي عملا حسنا و كشف أكذوبة الفقراء قائلا: الفقراء معكم في كل حين و كشف سر عملها : للتكفين حفظته و أوضح أنه ما أحلى أن تعطى كل ما عندها :عملت ما عندها وكافأها عندما أعلن و أوصى : حينما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته تذكارا” لها.
و في الفصل السابع رأينا كيف كافأ داود أبطاله و لم ينسيهم و هكذا رب داود لن ينسي تكرييسك أنت أيضا و في الفصل الثامن رأينا كيف كافأ الرب تكريس و أكتفاء برزلاي :
أولاده صاروا في قصر الملك

كل أمانيه يحققها له الملك

تمتع بقبلات الملك

تمتع ببركة الملك

ذكره داود في آخر كلماته

أولاده صاروا دائما علي مائدة الملك

زوج أبنته تسمي باسمه.

و في الفصل التاسع كيف كافأ الرب أبانا أبراهيم المكرس الحقيقي:
معرفة الله كيهوه يراه أي الرب المدبر:فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ “يَهْوَهْ يِرْأَهْ” . حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: “فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى” . (تك14:22)

البركة والنسل والوفير: وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: “بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي” (تك15:22) .

النصرة : يرث نسلك باب أعدائه (ع17)

دعي خليل الله : أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَان وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: “فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً” وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ (يعقوب21:2-23) .

و رأينا بركات اليوبيل وهكذا مكافأة التكريس حسب كرم الملك كالمكتوب: واعطى الملك سليمان لملكة سبا كل مشتهاها الذي طلبت عدا ما اعطاها اياه حسب كرم الملك سليمان.فانصرفت وذهبت الى ارضها هي وعبيدها.(1ملوك10: 13) انظر (استير1: 7و2: 18) هنا على الأرض و يسعدني أن أختم كلامي عن التكريس و مكافأته بإن استعرض أمامك الأكاليل التي تنتظرنا و بالطبع المكافأة ليست هي الدافع للتكريس و لكنه مشجع :
الإكليل العام : لكل مؤمن باعتباره ملكاً (رؤيا4:4)

إكليل البر : للجهاد (2تيموثاوس8:4)

إكليل الحياة:لاحتمال التجارب والاستشهاد (يعقوب12:1) ، (رؤيا10:2) .

إكليل المجد: للرعاة (1بطرس4:5) ،أفسس11:4) .

إكليل حفظ الكلمة: لحافظي الكلمة ومنتظري مجيء الرب (رؤيا11:3) .

إكليل السرور: لرابحي النفوس (1تسالونيكي19:2) و (فيليبي1:4)

الإكليل الذي لا يفنى : لمن يركض ويثابر وراء الرب (1كورنثوس25:9) .

الدرس في عبارة واحدة : مكافأة التكريس عظيمة حسب كرم الرب ملك الملوك و رب الأرباب و لكنها ليست هي الدافع للتكريس لكنها مشجعة لنا في طريق التكريس إلي مجيء الرب القريب

صلاة :
أني أحب الرب لا لأربح النعيم ولا لكي أنجو من العذاب في الجحيم
لكن أحبــه لأن لي حبه يحلو وهو الذي من قبل أن أحبه أحبني قبل
لهذا أشكرك جدا لأجل حسناتك و عطاياك هنا و في السماء أيضا يا رب ثبت نظري عليك و شجعني إذ أتذكر ما قدمته لنا هنا على الإرض و ما أعددته هناك في السماء .آمين.

انتظار التكريس – اليوبيل و مفيبوشث


كانت العواصف والأعاصير والثلوج تغطي، بل وتزلزل المكان؛ بينما هرع الزوجان إلى فندق صغير بالمدينة، فهما لا يستطيعا أن يواصلا السفر بعربتهما في هذه الليلة، وإلا فالخطر محدق وأكيد. قال لهما موظف الاستقبال بالفندق: للأسف ليس هناك أية غرف شاغرة هذه الليلة والفندق كامل العدد. سأل الزوجان: وما هو الحل ؟ هل يمكنك مساعدتنا ؟ فأجاب الشاب: بالطبع نعم، سأتصل لكم الآن بالفنادق الأخرى في المدينة.وظل الموظف يتصل ويتصل .. ولكن تكررت مع كل مرة عبارة “كامل العدد” . ورسم الأسف ملامحه على وجهي الزوجين، ونشب الإحباط مخالبه الأكثر عنفاً من البرق والرعد الذي كان يدوي وينير المكان خارج الفندق. ظلا في صمت مطبق لمدة دقيقة وبينما هما يحملان متعلقاتهما الشخصية للانصراف، بادرهما موظف الاستقبال: سيديّ هل تسمحان وتقبلان قضاء الليلة في غرفتي الخاصة .. يمكن أن أبقى هنا في الاستقبال حتى الغد أو بعد الغد، ولكن لا يمكنني أن أقبل أن تخرجا بلا مكان لكما في المدينة في هذه الليلة العاصفة الهوجاء .. هل تقبلا النوم في غرفتي الخاصة ؟تردد الزوجان لحظة بينما كان الشاب يعطيهما مفتاح حجرته ويطلب من العامل أن ينقل حقائبهما إليها. وفي الصباح بعد أن تحسن الطقس، بينما كان الزوجان ينصرفان، قال الزوج لموظف الاستقبال: أيها الشاب لا يكفي أبداً أن تعمل موظف استقبال هنا؛ يجب على الأقل أن تمتلك وتدير أفضل وأفخم فندق في كل الولايات المتحدة؛ بل في العالم. أنا سأسافر الآن وسأبني لك هذا الفندق.مضت عدة سنوات نسي أثناءها الشاب أحداث هذه الليلة .. ولكن ذات صباح تلقى رسالة من هذا الرجل الغريب، ومع الرسالة تذكرة طيران ودعوة ليزوره في نيويورك. وعندما وصل الشاب إلى هناك، أخذه الرجل إلى أرقى شوارع المدينة الكبيرة، وهناك دخل به إلى أكبر وأضخم مبنى رأته عيناه من قبل، ودخل به إلى غرفة، لم يرها إلا في الأحلام، كُتب على بابها “المدير العام” . وفي الغرفة أجلسه على الكرسي، وأمامه على المكتب نُقشت لافتة رائعة تحمل اسمه وأسفله “المدير العام” .. كان الشاب في ذهول وهو لا يدري ماذا يحدث .. سأل: ما هذا يا سيدي ؟ أجابه الرجل باتضاع: إنه الفندق الذي وعدتك بأنني سأبنيه لك .. لقد أعطيتني اختياراً غرفتك الخاصة، لهذا بنيت لك أجمل وأرقى فندق في العالم لك ولتديره بنفسك. وعندها عرف الشاب أن مُحدّثه هو الملياردير الشهير: “وليم والدروف استوريا” وهذا الفندق هو فندق “والدروف استوريا” . وقد كان هذا الشاب هو جورج س. بولت الذي فتح غرفته الخاصة للضيف الغريب، فوعده أن يبني له أفخم فندق، فبناه وأعطاه له.عزيزي القارئ .. عزيزتي القارئة: لقد حقق وليم والدروف استوريا وعده لجورج س. بولت و بنى له أعظم فندق في العالم لأن بولت أعطاه حجرته الخاصة و لكن الرب يسوع الذي بحق يستحق التكريس أعظم و أوفي في وعوده بما لا يقاس من وليم والدروف استوريا لقد قال : لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً (يوحنا14: 1-3) و أن إدراكنا بقرب مجيئه الثاني مشجع لنا أن نستمر و نحن بحق نعيش حياة الغربة .

أولا في سنة اليوبيل (لاوين25 ، 27 : 17-25)
نجد معني جميل لانتظار التكريس فكلمة يوبيل تعنى بالعبرية بوق أو قرن الخروف ، فيجب أن يكون كل مؤمن حقيقي كرقيب ينفخ بالبوق شاهدا وكارزا بالإنجيل ومحذرا الخطاة من الدينونة المقبلة على العالم (حز33: 1-6) ومن علامات الأيام الأخيرة أن البوق يدوي بشدة في هذه الأيام كاليوم السابع في دوران الشعب حول أريحا حيث كانوا في كل يوم يبوقون مرة ولكن في اليوم السابع الذي نرى فيه صورة للأيام الأخيرة الحاضرة كانوا يبوقون 7 مرات والآن يعلن الإنجيل حول العالم بشدة و في كل مكان مبشرا بالرب يسوع و عمله و صليبه و محذرا من أن احتراق العالم أصبح وشيك, وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَنَّهُمْ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَقَطْ دَارُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. وَكَانَ فِي الْمَرَّةِ السَّابِعَةِ عِنْدَمَا ضَرَبَ الْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ أَنَّ يَشُوعَ قَالَ لِلشَّعْبِ: “اهْتِفُوا, لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الْمَدِينَةَ. ..وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا (يشوع6) و كان اليوبيل يجئ دائما كل 50 سنة بعد يوم الكفارة العظيم (لا25: 9 ، لا26) فكل البركات لنا في عمله على الصليب بواسطته سواء كان على الأرض أو في السماوات (كو1: 20) و كانت من أهم ميزات اليوبيل رخص الأثمان : فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ هَذِهِ تَرْجِعُونَ كُلٌّ إِلَى مُلْكِهِ. فَمَتَى بِعْتَ صَاحِبَكَ مَبِيعاً أَوِ اشْتَرَيْتَ مِنْ يَدِ صَاحِبِكَ فَلاَ يَغْبِنْ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ. حَسَبَ عَدَدِ السِّنِينَ بَعْدَ الْيُوبِيلِ تَشْتَرِي مِنْ صَاحِبِكَ وَحَسَبَ سِنِي الْغَلَّةِ يَبِيعُكَ. عَلَى قَدْرِ كَثْرَةِ السِّنِينَ تُكَثِّرُ ثَمَنَهُ وَعَلَى قَدْرِ قِلَّةِ السِّنِينَ تُقَلِّلُ ثَمَنَهُ لأَنَّهُ عَدَدَ الغلات يَبِيعُكَ. فَلاَ يَغْبِنْ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ بَلِ اخْشَ إِلَهَكَ. إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. كلما اقترب اليوبيل رخصت الأرض وهكذا كلما أيقنا أن مجيء الرب اقترب يرخص العالم في عيوننا كما ذكر الرسول بولس: فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذ ُالآنَ مُقَصَّرٌ لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ. (1كو7: 29-31) كما قال اليشع لجيحزي أيضا : أَهُوَ وَقْتٌ لأَخْذِ الْفِضَّةِ وَلأَخْذِ ثِيَابٍ وَزَيْتُونٍ وَكُرُومٍ وَغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَعَبِيدٍ وَجَوَارٍ؟ فَبَرَصُ نُعْمَانَ يَلْصَقُ بِكَ وَبِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ!] فَخَرَجَ مِنْ أَمَامِهِ أَبْرَصَ كَالثَّلْجِ.(2ملوك5: 26و27) وكانت سنة اليوبيل تذكرهم بالغربة إذ مكتوب:والأرض وانتم غرباء ونزلاء عندي(ع23)فأن كان كل البشر غرباء على الأرض ولكن المسيحي المكرس هو الذي يعيش حياة الغربة إذ يعلم أن له وطن سماوي فمكتوب:أَيُّهَا لأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ (1بط2: 11) فِي الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ. فَإِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هَذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَناً. فَلَوْ ذَكَرُوا ذَلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ. وَلَكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَناً أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيّاً. لِذَلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً (عبرانين11: 13-16) فَإِذاً نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ حِينٍ وَعَالِمُونَ أَنَّنَا وَنَحْنُ مُسْتَوْطِنُونَ فِي الْجَسَدِ فَنَحْنُ مُتَغَرِّبُونَ عَنِ الرَّبِّ.لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَانِ.فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ.لِذَلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضاً مُسْتَوْطِنِينَ كُنَّا أَوْ مُتَغَرِّبِينَ أَنْ نَكُونَ مَرْضِيِّينَ عِنْدَهُ.لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّا (2كورنثوس5:6-10) . ومن الجميل أن يستكمل الحديث عن سنة اليوبيل في (لا27: 16-25) حيث العطاء والنذر الاختياري للرب أي التكريس ونلاحظ أنه كلما أقترب اليوبيل كلما قل الثمن أي يكون التكريس أسهل كلما أدرك المكرس قرب مجيء الرب وملكه السعيد ثم الحالة الأبدية فأقدم الأغلى ويرخص الكل ومهما قدمنا نشعر أنه قليل لنقول مع اليفاز : إِنْ رَجَعْتَ إِلَى الْقَدِيرِ تُبْنَى. إِنْ أَبْعَدْتَ ظُلْماً مِنْ خَيْمَتِكَ وَأَلْقَيْتَ التِّبْرَ عَلَى التُّرَابِ وَذَهَبَ أُوفِيرَ بَيْنَ حَصَا الأَوْدِيَةِ. يَكُونُ الْقَدِيرُ تِبْرَكَ وَفِ
َّةَ أَتْعَابٍ لَكَ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالْقَدِيرِ وَتَرْفَعُ إِلَى اللهِ وَجْهَكَ. تُصَلِّي لَهُ فَيَسْتَمِعُ لَكَ وَنُذُورُكَ تُوفِيهَا (أيوب22: 23-27)وإنما نهاية كل شئ قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات (1بط4: 7) : قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ولنلبس أسلحة النور لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا للخصام والحسد بل ألبسوا الرب يسوع ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات (رو13: 12-13). أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو (1يو3: 2-3) : فيما أن هذه كلها تنحل آي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى منتظرين وطالبين سرعة مجيء الرب (2بط3: 11).

ثانيا انتظار التكريس و مفيبوشث: (2صم4: 4 ، ص9 ، 16: 1-4 ، 19: 24-30)
وَنَزَلَ مَفِيبُوشَثُ ابْنُ شَاوُلَ لِلِقَاءِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَعْتَنِ بِرِجْلَيْهِ وَلاَ اعْتَنَى بِلِحْيَتِهِ وَلاَ غَسَلَ ثِيَابَهُ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي ذَهَبَ فِيهِ الْمَلِكُ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي أَتَى فِيهِ بِسَلاَمٍ. فَلَمَّا جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلِقَاءِ الْمَلِكِ قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: “لِمَاذَا لَمْ تَذْهَبْ مَعِي يَا مَفِيبُوشَثُ؟” فَقَالَ: “يَا سَيِّدِي الْمَلِكُ إِنَّ عَبْدِي قَدْ خَدَعَنِي، لأَنَّ عَبْدَكَ قَالَ: أَشُدُّ لِنَفْسِيَ الْحِمَارَ فَأَرْكَبُ عَلَيْهِ وَأَذْهَبُ مَعَ الْمَلِكِ، لأَنَّ عَبْدَكَ أَعْرَجُ. وَوَشَى بِعَبْدِكَ إِلَى سَيِّدِي الْمَلِكِ، وَسَيِّدِي الْمَلِكُ كَمَلاَكِ اللَّهِ. فَافْعَلْ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ. لأَنَّ كُلَّ بَيْتِ أَبِي لَمْ يَكُنْ إِلاَّ أُنَاساً مَوْتَى لِسَيِّدِي الْمَلِكِ، وَقَدْ جَعَلْتَ عَبْدَكَ بَيْنَ الآكِلِينَ عَلَى مَائِدَتِكَ. فَأَيُّ حَقٍّ لِي بَعْدُ حَتَّى أَصْرُخَ أَيْضاً إِلَى الْمَلِكِ؟” فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: “لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ بَعْدُ بِأُمُورِكَ؟ قَدْ قُلْتُ إِنَّكَ أَنْتَ وَصِيبَا تَقْسِمَانِ الْحَقْلَ” . فَقَالَ مَفِيبُوشَثُ لِلْمَلِكِ: فَلْيَأْخُذِ الْكُلَّ أَيْضاً بَعْدَ أَنْ جَاءَ سَيِّدِي الْمَلِكُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِه (2صم19:24-30) كان داود أحسن إلى لمفيبوشث بسبب عهده مع يوناثان أبيه وفي غياب داود و رفضه الذي يمثل العصر الحالي حيث صعد الرب يسوع إلي السماء و رفض من العالم و حتى من المسيحية الأسمية الممثلة في كنيسة لاودوكية حيث الرب خارجا يقرع و المسيحية الاسمية تدعي الغنى و الأكتفاء : هَكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَاباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ. إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُوراً وَتُبْ. هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى لْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي (رؤيا3:16-20) و لكن ماذا كان حال مفيبوشث في غياب الملك:

في صراع دائم مع صيبا : فَقَالَ: “يَا سَيِّدِي الْمَلِكُ إِنَّ عَبْدِي قَدْ خَدَعَنِي، لأَنَّ عَبْدَكَ قَالَ: أَشُدُّ لِنَفْسِيَ الْحِمَارَ فَأَرْكَبُ عَلَيْهِ وَأَذْهَبُ مَعَ الْمَلِكِ، لأَنَّ عَبْدَكَ أَعْرَجُ. وَوَشَى بِعَبْدِكَ إِلَى سَيِّدِي لْمَلِكِ و هكذا كل مكرس ينتظر الرب هو في حرب مع الشيطان حتي مجيء الرب :مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ! ..مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ ” إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ”. وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.(رومية8: 33-39) اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هَذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ. وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيراً، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ (1بطرس5:8-10)

وَلَمْ يَعْتَنِ بِرِجْلَيْهِ :كان مفيبوشث أعرج من رجليه كلتيهما و كان من الطبيعي أنه يحتاج لعلاج و عناية دائمة برجليه لكنه في تكريسة في انتظار الملك لم يعتن برجليه ألا نرى في ذلك أن المكرس المنتظر مجيء الرب لاتهمه و لا تعيقه كل ضعفاته التي كرجلي مفيبوشث أسمع الرسول بولس و هو يتحدث عن ضعفاته : وَلَكِنْ لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لَكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لَكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ.مُضْطَهَدِينَ،لَكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لَكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ. حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً فِي جَسَدِنَا. لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِماً لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ. إِذاً الْمَوْتُ يَعْمَلُ فِينَا، وَلَكِنِ الْحَيَاةُ فِيكُمْ.- لِذَلِكَ لاَ نَفْشَلُ. بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْماً فَيَوْماً. لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيّاً. وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ.- وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: “تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ” . فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذَلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاِضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ (2كورنثوس4: 7-12و16-18و12: 7-10)

وَلاَ اعْتَنَى بِلِحْيَتِهِ:كانت اللحية في العهد القديم رمز للرجولة و الشرف (2صم10: 4) و مرة أخري لنسمع بولس الرسول كمكرس حقيقي : فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ، فِي ضِيقَاتٍ، فِي ضَرَبَاتٍ، فِي سُجُونٍ، فِي اضْطِرَابَاتٍ، فِي أَتْعَابٍ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ، فِي طَهَارَةٍ، فِي عِلْمٍ، فِي أَنَاةٍ، فِي لُطْفٍ، فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، فِي مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ، فِي كَلاَمِ الْحَقِّ، فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ. بِمَجْدٍ وَهَوَانٍ. بِصِيتٍ رَدِيءٍ وَصِيتٍ حَسَنٍ. كَمُضِلِّينَ وَنَحْنُ صَادِقُونَ. كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ. كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا. كَمُؤَدَّبِينَ وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ. كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِماً فَرِحُونَ. كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ. كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ (2كورنثوس6: 4-10)

وَلاَ غَسَلَ ثِيَابَهُ:و الثياب صورة للمظهر و ما يراه الناس في أدعوك لتسمع الرسول بولس مرة أخري يقول: فَإِنِّي أَرَى أَنَّ للهَ أَبْرَزَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ آخِرِينَ كَأَنَّنَا مَحْكُومٌ عَلَيْنَا بِالْمَوْتِ. لأَنَّنَا صِرْنَا مَنْظَراً لِلْعَالَمِ لِلْمَلاَئِكَةِ والنَّاسِ نَحْنُ جُهَّالٌ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحُكَمَاءُ فِي الْمَسِيحِ! نَحْنُ ضُعَفَاءُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَقْوِيَاءُ! أَنْتُمْ مُكَرَّمُونَ وَأَمَّا نَحْنُ فَبِلاَ كَرَامَةٍ! إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ نَجُوعُ وَنَعْطَشُ وَنَعْرَى وَنُلْكَمُ وَلَيْسَ لَنَا إِقَامَةٌ وَنَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا. نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ. صِرْنَا كَأَقْذَارِ الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى الآنَ (1كو4: 9-13)

لايريد شيء مع الملك : فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: “لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ بَعْدُ بِأُمُورِكَ؟ قَدْ قُلْتُ إِنَّكَ أَنْتَ وَصِيبَا تَقْسِمَانِ الْحَقْلَ” . فَقَالَ مَفِيبُوشَثُ لِلْمَلِكِ: “فَلْيَأْخُذِ الْكُلَّ أَيْضاً بَعْدَ أَنْ جَاءَ سَيِّدِي الْمَلِكُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِهِ” كان داود قد أعطى كل الحقول لمفيبوشث (2صم7:9) ثم رجع و أعطي كل الحقول لصيبا (2صم16: 4) و ها هو الملك يغير كلامه مرة ثالثة و لكن مفيبوشث لم يكن ينتظر شيء بل شخص الملك .. الملك الذي بالمفرقة مع ملكنا العظيم أصل وذرية داود غير كلامه 3 مرات , كان مفيبوشث يهتف مع آساف قائلا “: من لي في السماء و معك لا أريد شيئا” على الأرض.فماذا نقول نحن مؤمني العهد الجديد الذي حاشا أن ملكنا يغير كلامه ووعوده : لأَنَّ ابْنَ اللهِ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، الَّذِي كُرِزَ بِهِ بَيْنَكُمْ بِوَاسِطَتِنَا، .. لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلاَ، بَلْ قَدْ كَانَ فِيهِ نَعَمْ. لأَنْ مَهْمَا كَانَتْ مَوَاعِيدُ اللهِ فَهُوَ فِيهِ النَّعَمْ وَفِيهِ الآمِينُ، لِمَجْدِ اللهِ، بِوَاسِطَتِنَا.(2كورنثوس1: 19-20)

الدرس في عبارة واحدة :أن انتظارنا لمجيء الرب الثاني يجعل تكريسنا العملي اسهل فالغريب و النزيل لا يبالي كثيرا بفندق سيقيم فيه ليلة أو أكثر

صلاة :أيها الغريب الحقيقي الذي لم يكن لك في أرضنا أين تسند رأسك دعني أدرك ما صليته للأب عني عندما قلت:ليسوا من هذا العالم كما أني أنا لست من العالم ,آمين تعالى أيها الرب يسوع .

فرصة جديدة للتكريس – الفخاري ومرقس


قرأت قصة طريفة لا أعلم هل هي حرفية أم رمزية المهم تقول القصة :تعود أحد الأخوة في الكنيسة أن يصلي صلاة طويلة و دائما يختم صلاته قائلا:و يا رب أزل كل خيوط للعنكبوت من حياتي و لكن الأخوة لاحظوا أن حياة الأخ لا تنموا و هو لا يعيش حياة التكريس التي يصلي لأجلها منذ أعوام و دائما يختم صلاته بتلك العبارة : و يا رب أزل كل خيوط للعنكبوت من حياتي و في ليلة من الليالي بعدما ختم هذا الأخ صلاته بهذه العبارة صلى أحد الشيوخ في الكنيسة بعده مباشرة قائلا :آمين يا رب أستجب صلاة أخي و لكن بينما تنظف حياته من خيوط العنكبوت أقتل العنكبوت نفسه يا رب حتى لا يكون خيوط في حياته بعد ذلك آمين” . قال الكسندر وايت أن حياة التكريس الحقيقية هي بدايات و توبة صحيحة وصادقة بعد كل سقوط.
صديقي القارئ العزيز صديقتي القارئة الفاضلة :لقد تحدثنا في الدرس السابق عن خطورة غياب التكريس و في نهاية الفصل تكلمنا على نهاية شمشون و لكن أرى من اللازم أن أبدأ هذا الفصل بآية صغيرة في نهاية حياة شمشون لم أشر إليها في الفصل السابق و هي : وَابْتَدَأَ شَعْرُ رَأْسِهِ يَنْبُتُ بَعْدَ أَنْ حُلِقَ (قضاة 16: 22) أريد أن أشجعك أن كنت بدأت طريق التلمذة و التكريس و الأنتذار و لكن تكرر السقوط , أذكرك أن إلهنا ليس إله الفرصة الثانية فقط كما هو مكتوب: حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: “يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟” قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ (متى18: 21و22) فأن كان الرب طلب منا أن نغفر 70 مرة 7 مرات فكم يكون غفرانه لنا و إعطائه فرصة تلو الأخرى للتكريس أنه الفخاري الأعظم الذي لا يفشل مني و لا منك حتى أن فشلت أنا من نفسي فهيا معي في نظرة سريعة للفخاري الأعظم :
الفخاري الأعظم :الْكَلاَمُ الَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ الرَّبِّ: [قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي]. فَنَزَلْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ عَمَلاً عَلَى الدُّولاَبِ. فَفَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ. فَصَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: [أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهَذَا الْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ هُوَذَا كَالطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ أَنْتُمْ هَكَذَا بِيَدِي يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. تَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْقَلْعِ والْهَدْمِ وَالإِهْلاَكِ فَتَرْجِعُ تِلْكَ الأُمَّةُ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَلَيْهَا عَنْ شَرِّهَا فَأَنْدَمُ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي قَصَدْتُ أَنْ أَصْنَعَهُ بِهَا.وَتَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ (أرميا 18: 1-8) فهل ترنم معي مصليا و أنت تقرأ هذا الفصل :

أيها الفخاري الأعظم أنا كالخزف بين يديك
عد واصنعني وعاء آخر مثلما يحسن في عينيك
أتي إليك بكل فسـادي ثقتي في نعمتك ويديك
لا لليأس و لا للماضي قلبي أتـجه الآن إليك

مرقس و الفرصة الجديدة :
وهو “يوحنا الملقب مرقس” : مرقس وهو اسم لاتيني معناه ( مطرقة ) وفي نحو 46م، ذهب برنابا وبولس إلي أورشليم حاملين خدمة الكنيسة في إنطاكية “إلي الأخوة، الساكنين في اليهودية” (أع 11: 27- 30)، وعند رجوعهما إلي إنطاكية “أخذا معهما يوحنا الملقب مرقس” (أع 12: 25). وعندما أفرزت الكنيسة في إنطاكية- بناء علي أمر الروح القدس- برنابا وبولس للخدمة، شرعا في القيام برحلتهما التبشيرية الأولى أخذا “معهما يوحنا خادماً” (أع 13: 1- 5)، أي مساعداً لهما. ولما وصل بولس ومن معه إلي برجة بمفيلية، فارقهم يوحنا ورجع إلي أورشليم (أع 13: 13). ولا يذكر لنا لوقا السبب في عودة يوحنا مرقس إلي أورشليم متخلياً عن خدمته والغالب لأنه لم يحتمل مشقة الخدمة والترحال و غالبا كان مرفها حيث أن أمه ويبدو أنها كانت أرمل (قد توفي زوجها) حيث يقول لوقا البشير إن بطرس بعد نجاته بمعجزة من السجناء جاء “إلي بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس” (أع 12: 12). وكان بيتها من الاتساع ليجتمع فيه “الكثيرون” ، كما كان له دهليز، وبه “جارية اسمها رودا” (أع 12: 13)، مما يدل علي أن مريم أم يوحنا مرقس كانت ذات ثراء وشخصية بارزة في الكنيسة في أورشليم في ذلك الوقت.و لهذا يعتقد الكثيرون أن مرقس في بداية شبابه كان مرفها و في الغالب هو نفس الشخص الذي كتب عن نفسه : وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً (مرقس15: 51و52) و هذا الأمر ضايق الرسول بولس جدا الذي يهتم بالجندية و التكريس في الخدمة حتى إنه رفض اصطحابه في الرحلة التبشيرية الثانية، مما أدى إلي شجاره وافتراقه عن برنابا الذي أخذ معه يوحنا مرقس وسافر في البحر إلي قبرص، أما بولس فاختار سيلا وسافر إلي “سورية وكيليكية يشدد الكنائس” (أع 15: 36- 41). وبعد ذلك بنحو 11 سنة، يكتب عنه الرسول بولس من رومية في رسالته إلي الكنيسة في كولوسي: “يسلم عليكم أرسترخس المأسور معي ومرقس ابن أخت برنابا، الذي أخذتم لأجله وصايا. إن أتى إليكم فاقبلوه” (كو 4: 10). و في آخر إصحاح من آخر رسالة كتبها الرسول بولس في حياته يقول : خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ (2تيموثاوس4: 11) نعم مرقس تغير و صار تلميذ ناضج قوي و أغتنم الفرصة الثانية التي أعطاها الرب له عن طريق برنابا المشجع الذي كم يعوزنا مئات بل آلاف من برنابا (الذي معنى اسمه ابن الوعظ) في أيامنا لا يطرحوا و يطردوا شاب فشل مرة في تكريسه بل يحتضنوه و يرعوه و يعظوه و يعطوه الفرصة الثانية و الرب يغفر أكثر جدا” من 70 مرة سبع مرات ليخرج مرقس …مرقس النافع للرسول بولس في شيخوخته وآخر أيامه

صديقي.. صديقتي هل تعلم أن التاريخ يذكر أن مرقس هو الذي أتى بالإنجيل لبلادنا المصرية؟ و أنه استشهد في مدينة الإسكندرية عندما قيدوه و ربطوه في فرس ظل يسحله و يجره لتروى بذرة المسيحية في مصر بدماء القديس مرقس الذي في البداية بدء كأنه فاشل ورجع عن الخدمة.صديقي صديقتي هل تركت تكريسك للرب لأي سبب فيك أو في الظروف أو في الناس أو الخ ؟ قم الآن و إبدأ من جديد فدائما هناك فرصة جديدة للتكريس و مدرسة الله لن تغلق بابها في وجهك إطلاقا إلى مجيء الرب تشجع و اسمع صوت الرب لك الآن قائلا ” : قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتَِ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ واصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلَّهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أَخِيكَ” . فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: “اعْزِلُوا الآلهة الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ. وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ فَأَصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلَّهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ” . فَأَعْطُوا يَعْقُوبَ كُلَّ الآلهة الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَالأَقْرَاطَِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ. ثُمَّ رَحَلُوا.(تكوين35: 1-4)

الدرس في عبارة واحدة :الله هو الفخاري الأعظم الذي لن يفشل في أي مؤمن يرغب في التكريس ودائما عند الرب فرصة جديدة للتكريس فلتغتنمها الآن.

صلاة: يا رب أنت المكتوب عنك أنك َإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِياالْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيراً، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ.اعطني أن أغتنم هذه الفرصة الجديدة للتكريس و أكون بالكامل لك ليوم