مكافأة التكريس


إن مكافأة المكرس سواء هنا علي الأرض أو هناك في السماء أعظم من أن توصف فليس كل مكرس سيكرم في حياته وموته كالخادم الشهير وليم بوث مؤسس وقائد جيش الخلاص الذي يقال أنه ربح أكثر من 120 ألف نفس في حياته لقد أكرمه الرب في حياته وكان يعامل معاملة الملوك ورؤساء الدول في البلاد التي يزورها فقابله الملك إدوارد السابع وإمبراطور اليابان وأفتتح أحد مؤتمرات مجلس الشيوخ الأمريكي بالصلاة و تقابل مع رئيس أمريكا مقابلة رسمية وفي لندن منحته بريطانيا العظمي وقتها حرية مدينة لندن وحرية مدينة نوتنجهام ومنحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الشريعة المدنية وعند رقاده وذهابه للمجد في 20/8/1912 حضر جنازته أكثر من 10000 من أعضاء جيش الخلاص الذين كان ربحهم للمسيح من أوحال الخطية والرذيلة حيث كان مبدأه منذ أن صار مسيحي حقيقي هو (إذا أردت أن تحتفظ بفرح الخلاص في نفسك قوياً كما كان فعليك أن تسعي لربح الآخرين) وعند دفنه تعطلت حركة المرور في لندن ساعات طويلة و لا مثل وليم بوث.أو مثل وليم كاري ذلك الإسكافي الذي صار أشهر مرسل للهند في التاريخ المعاصر إذ أصبح دكتور جامعي يدرس اللغات الهندية في الهند بعد أن ترجم الكتاب لأكثر من لهجة ولغة هندية الذي يوم رقاده وانتقاله للمجد في يونية 1834م نكست الحكومة الهندية أعلامها وقيل عنه بعد وفاته أنه أعظم شخص عرفته الهند دون استثناء ولكني أقول بثقة شديدة أن كل مكرس سيكرم جداً في السماء عندما يقابل الرب عند مجيء الرب أو بالرقاد ويسمع منه المديح وهو يقول له “نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أميناً في القليل فأقيمك علي الكثير أدخل إلي فرح سيدك” (متي21:25) “تاجروا حتى آتي .. ولما رجع .. فجاء الأول قائلاً يا سيد مناك ربح عشرة أمناء فقال له نعما أيها العبد الصالح لأنك كنت أميناً في القليل فليكن لك سلطان علي عشر مدن” (لوقا13:19، 16-17) ، كما قال القديس أستفانوس أول شهيد في المسيحية وهم يرجموه “ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله” (أعمال 55:7) قائماً للترحيب به وتكريمه يا لها من مكافأة “أمين تعال أيها الرب يسوع” (رؤيا 20:22) .القاريء العزيز القارئة الفاضلة :إذا راجعت الفصول السابقة ستجد بين ثنايا كل فصل مكافأة التكريس هنا على الأرض و هناك في السماء ففي الفصل الأول تذكر كيف قال الرب : الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتا أو اخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولاد أو حقولا لأجلى ولأجل الإنجيل إلا ويأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتا واخوة وأخوات وأمهات وأولاد وحقولا مع اضطهادات وفى الدهر الآتي والحياة الأبدية مر 10 :29 -30 آي أن بنك التلمذة يقدم أرباحا 10000 % ( 100 ضعف ) هذا بالإضافة إلي الأكاليل والأمجاد في السماء.و في الفصل الثاني رأينا بركة النذير :

أ-وجود النذير فرصة للبركة :ففي الإصحاح الذي يسبق شريعة النذير تأتي اللعنة نتيجة لخيانة الزوجة لزوجها التي ترمز لخيانة المسيحية لمسيحها و عريسها ,فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ (2كورنثوس2:11) و تأتي البركة في نهاية الحديث عن النذير و القصد أن وجود نذير فرصة لتحويل اللعنة إلي بركة

ب-كلمة نذير تعني تاج: فالنذير ملك و له أكاليل و له مكافآت كما قال الرسول بولس أحد المكرسين الحقيقين في العهد الجديد قرب نهاية حياته علي الأرض: فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيباً، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضاً (2تيموثاوس6:4-8)

ج-النذير انقي من الثلج :في(مراثي4: 7 ) يصف النذير قائلا : كَانَ نُذُرُهَا أَنْقَى مِنَ الثَّلْجِ وَأَكْثَرَ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَجْسَامُهُمْ أَشَدَّ حُمْرَةً مِنَ الْمَرْجَانِ. جَرَزُهُمْ كَالْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ

أنقى من الثلج (طهارة)

أكثر بياضا من اللبن (الشبع والخير)

أجسامهم أشد حمرة من المرجان (القوة والصحة والمقام)

جرزهم (مظهرهم) كالياقوت الأزرق أي أن النذير إنسان سماوي غالي كالأحجار الكريمة.

و في الفصل الثالث رأينا كيف كان الكاهن المكرس بكبش الملء يأكل من التقدمات التي كفر بها عنهم لملء أياديهم لتقديسهم فالذين ملئوا أيديهم بالمسيح بعد تقديسهم يكون هو نفسه أيضا غذائهم كخبز الله النازل من السماء (يوحنا6: 33) اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرٍّ حُلْوٌ (أمثال 7:27) فبالتمتع المستمر (ملء اليد ) و الشبع الدائم بالمسيح لا يكن لدي المؤمن المكرس أي فراغ أو جوع ليملئ يديه بالعالم أو يشبع جوعه بخرنوب العالم (لوقا16:15) وفى الغذاء بالمسيح تزداد قوة الشركة مع الأب وبالتالي يزداد تكريسنا ورفضنا لكل طعام العالم , أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ (مزمور15:17) .
ثم في الفصل الرابع رأينا كيف يكافأ الرب المؤمن الساكن دائما عند الصليب بأن يجعله دائما يتخلص من كل أرز الكبرياء و زوفا صغر النفس و قرمز العالم ثم رأينا في الفصل الخامس كيف كافأ الرب تكريس المجدلية فأظهر لها ذاته و صارت أول مبشرة بقيامته ,قال لها يسوع يا مريم فالتفتت تلك و قالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد إلي أبي و لكن أذهبي إلي أخوتي و قولي لهم أني أصعد إلي أبي و أبيكم و ألهى و ألهكم فجاءت مريم المجدلية و أخبرت التلاميذ أنها رأت الرب و أنه قال لها هكذا (يو16:20-18) ظهر أولا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين (مر10:16) و في الفصل السادس كيف كافأ الرب تكريس مريم أخت مرثا ولعازر فَقَالَ يَسُوعُ: “اتْرُكُوهَا. إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ” . (يوحنا4:12-7) ما أرق الرب يسوع الذي يدافع عنك في تكريسك حتى أن لم يفهمك أقرب الناس إليك لقد دافع عنها و قال : اتركوها و اهتم بسلامها و قال: لماذا تزعجوها ثم مدح عملها إذ قال: عملت بي عملا حسنا و كشف أكذوبة الفقراء قائلا: الفقراء معكم في كل حين و كشف سر عملها : للتكفين حفظته و أوضح أنه ما أحلى أن تعطى كل ما عندها :عملت ما عندها وكافأها عندما أعلن و أوصى : حينما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته تذكارا” لها.
و في الفصل السابع رأينا كيف كافأ داود أبطاله و لم ينسيهم و هكذا رب داود لن ينسي تكرييسك أنت أيضا و في الفصل الثامن رأينا كيف كافأ الرب تكريس و أكتفاء برزلاي :
أولاده صاروا في قصر الملك

كل أمانيه يحققها له الملك

تمتع بقبلات الملك

تمتع ببركة الملك

ذكره داود في آخر كلماته

أولاده صاروا دائما علي مائدة الملك

زوج أبنته تسمي باسمه.

و في الفصل التاسع كيف كافأ الرب أبانا أبراهيم المكرس الحقيقي:
معرفة الله كيهوه يراه أي الرب المدبر:فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ “يَهْوَهْ يِرْأَهْ” . حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: “فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى” . (تك14:22)

البركة والنسل والوفير: وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: “بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي” (تك15:22) .

النصرة : يرث نسلك باب أعدائه (ع17)

دعي خليل الله : أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَان وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: “فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً” وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ (يعقوب21:2-23) .

و رأينا بركات اليوبيل وهكذا مكافأة التكريس حسب كرم الملك كالمكتوب: واعطى الملك سليمان لملكة سبا كل مشتهاها الذي طلبت عدا ما اعطاها اياه حسب كرم الملك سليمان.فانصرفت وذهبت الى ارضها هي وعبيدها.(1ملوك10: 13) انظر (استير1: 7و2: 18) هنا على الأرض و يسعدني أن أختم كلامي عن التكريس و مكافأته بإن استعرض أمامك الأكاليل التي تنتظرنا و بالطبع المكافأة ليست هي الدافع للتكريس و لكنه مشجع :
الإكليل العام : لكل مؤمن باعتباره ملكاً (رؤيا4:4)

إكليل البر : للجهاد (2تيموثاوس8:4)

إكليل الحياة:لاحتمال التجارب والاستشهاد (يعقوب12:1) ، (رؤيا10:2) .

إكليل المجد: للرعاة (1بطرس4:5) ،أفسس11:4) .

إكليل حفظ الكلمة: لحافظي الكلمة ومنتظري مجيء الرب (رؤيا11:3) .

إكليل السرور: لرابحي النفوس (1تسالونيكي19:2) و (فيليبي1:4)

الإكليل الذي لا يفنى : لمن يركض ويثابر وراء الرب (1كورنثوس25:9) .

الدرس في عبارة واحدة : مكافأة التكريس عظيمة حسب كرم الرب ملك الملوك و رب الأرباب و لكنها ليست هي الدافع للتكريس لكنها مشجعة لنا في طريق التكريس إلي مجيء الرب القريب

صلاة :
أني أحب الرب لا لأربح النعيم ولا لكي أنجو من العذاب في الجحيم
لكن أحبــه لأن لي حبه يحلو وهو الذي من قبل أن أحبه أحبني قبل
لهذا أشكرك جدا لأجل حسناتك و عطاياك هنا و في السماء أيضا يا رب ثبت نظري عليك و شجعني إذ أتذكر ما قدمته لنا هنا على الإرض و ما أعددته هناك في السماء .آمين.

أضف تعليق